Sep 11, 2023
بقلم
إيمان يوسف
ضغينة توّلد النجاح
إذا قمنا بطرح سؤال: "كيف نصل إلى النجاح؟" تأتينا بعض الإجابات الشائعة مثل: "الشغف"، "الممارسة"، "الخبرة"، "الاستمرارية" لكن احتمالية أن تصادفنا إجابة مثل "الضغينة" تعد ضئيلة جداً هنا قصّتان لعلامات تجارية استطاعت أن تحقق النجاح بعد أن أَشعلت نيران الضغينة في قلوب أصحابها ..

في عام 1958، استطاع فيروتشيو لامبورغيني - صاحب شركة جرارات لامبورغيني - أخيراً أن يجمع مبلغاً من المال يكفيه لشراء سيارة أحلامه، فيراري من موديل 250GT. 

لكن فوجئ لامبورغيني بأن قابض السيارة (car clutch) لا يعمل بشكل جيد، وبعد عدة زيارات غير مُثمرة إلى محل فيراري، نجح بإصلاحها بنفسه مٌستخدماً قطع غيار خاصة بالجرارات.

قرر لامبورغيني بعدها بأن يُشارك بعض النصائح المفيدة مع إنزو فيراري حول كيفية حل المشكلة، والذي لم  يستقبلها بشكل جيد: قائلاً باستنكار بأن لامبورغيني يجب أن يلتزم بصنع الجرارات وحسب.

كان هذا الموقف كفيلاً بإيقاظ حس التنافس لديه، ووُلدت وكالة السيارات الشهيرة لامبورغيني، التي قطع مالكها عهداً قائلاً:

"أريد أن أصنع سيارة  G.T. بدون عيوب. ليست قنبلة تقنية. عادية جدًا، تقليدية جدًا، لكن في نفس الوقت سيارة مثالية "

ننتقل من عالم السيارات الإيطالية لنبحر في قصة هي رمز من رموز الرسوم المتحركة الأمريكية ..

حين تخطر على بالنا شركة ديزني، أول ما يرتسم في ذهننا هو "ميكي ماوس".

لكن ما لا نعرفه هو أن هذه الشخصية الشهيرة قد نشأت من غضب صاحبها والمأساة التي تعرض لها.

في عام 1927، كان والت ديزني صاحب الست وعشرون عاماً يمتلك شركة رسوم مُتحركة ناشئة مع شقيقه تحت اسم "ستوديو الأخوين ديزني". بعد عامٍ من الافتتاح، تمكن والت ديزني من التفاوض على عقد لصنع سلسلة من الأفلام القصيرة مع شركة تسمى وينكلر، وصنع شخصية حظت على بعض الشهرة آنذاك باسم "أوزوالد الأرنب المحظوظ"

لكن لم يصادف ديزني أي شيء من هذا الحظ، فبعد أن طلب إعادة التفاوض في العقد والحصول على راتبٍ أكبر، أخبره المدير بأنه قد استبدل فريق ديزني بالكامل وعرض عليه راتباً أقل في حال أراد الاحتفاظ بوظيفته، كما أنه أخبره بأن جميع حقوق شخصية أوزوالد تنتمي لشركة وينكلر وليس له.

استقال ديزني غاضباً وقرر الاكتفاء بالعمل في الاستوديو الخاص به. وأثناء رحلة العودة بالقطار إلى مدينة نيويورك أعاد تصميم شخصية أوزوالد الأرنب بالكامل وحوّله إلى الفأر "ميكي ماوس" ومشاعر الخيبة والضغينة تتقلب في داخله، دون أن يعلم حينها أن "ميكي ماوس" سيكون تذكرته نحو النجاح والعالمية.

العبرة من هاتين القصتين هي أن النجاح ليس له مرادف في أي من لغات العالم، وفكرة أن للنجاح "مفتاح" هي في الحقيقة وهمية. النجاح هو مفهوم مرن، يأخذ صورة مختلفة في حياة كل شخص تحددها عوامل مثل المشاعر والتجارب والعلاقات المتنوعة. 

لذا من غير المنصف أن نضع معايير مُقيّدة ومحدودة، بدلاً من أن نعطي كل فرد حرية أن يصنع معنىً خاص للنجاح في حياته دون التفكير في "كيف" و"متى".

تـواصل معنا
لنبدأ رحلة التأثير
لا تتردد في التواصل للحصول على إستشارة مجانيّة
لصياغة مقترح يناسب أهدافك.
شكراً لثقتك بنا!
عيسى أو محسن بيتواصلون معاك في أقرب فرصة. حالًيا تقدر تستمتع بمحتويات الموقع!
شكراً
Oops! Something went wrong while submitting the form.