الفكرة هي أن هؤلاء الأشخاص يسجلون ردود أفعالهم الأولية لأمور مُعينة ويشاركونها مع الجمهور المستهدف، والعجيب في الأمر هو أن هذه المقاطع قد تحظى على عدد مشاهدات أكبر من المقطع الأصلي!
في دماغ الإنسان يوجد ما يسمى الخلايا العصبية المرآتية، وهي الخلايا المسؤولة عن الاستجابة حين نقوم بفعل معين أو نرى شخصاً آخر يقوم بفعل مماثل. يقول خبراء الأعصاب بأنه حين يُشاهد المتلقي إحدى هذه المقاطع فإن الخلايا المرآتية تُتَرجم ردود الفعل التي يشاهدها على أنها تخصه هو، وبهذه الطريقة يشعر الشخص وكأنه يُشاهد المسلسل أو الفيلم أو الفيديو كليب المفضل لديه لأول مرة.
تتّسِم مقاطع الرياكشن عادةً بالتعابير الصاخبة والمشاعر الواضحة. والبشر بطبيعتهم هم كائنات اجتماعية مهما تقمصوا دور "الانطوائية"، وهذه المشاعر الواضحة تشد انتباههم وتساعدهم على الاتصال بهؤلاء الغرباء على الشاشة لتتولد لديهم عواطف مُشابهة. فيفرحون لفرح صاحب المقطع، ويحزنون لحزنه.
هذا المبرر مٌحزن بحق، حيث أن الانعزال الاجتماعي الذي يشعر به بعض الأشخاص وعدم تكوينهم لصداقات مبنية على اهتمامات مشتركة في أرض الواقع هو على الأغلب العامل الأكبر الذي يدفعهم للجوء إلى مقاطع الرياكشن. فعدة ضغطات على الشاشة كفيلة بأن تجلب لهم صديقاً يشاركهم اهتماماتهم ويُحاكي مشاعر البهجة لديهم أثناء مشاهدتهم لأشيائهم المفضلة. "صديق" لا يعرفهم لكن يفهمهم.
رغبة البشر في الاتصال مع الآخرين هي غريزة ثابتة لا تتزحزح، والطرق المختلفة التي يختلقها العقل كي يحقق هذا الاتصال أقل ما يُقال عنها مبهرة. ومع حلول عصر الذكاء الاصطناعي، لايسعنا سوى أن نسأل أنفسنا: "يا ترى ما أشكال الإدمان الجديدة التي ستصادفنا في المستقبل القريب؟"