لمعرفة قوة الحكايات قام الصحفي (روب ووكر) بشراء مئتي منتج من المنتجات رخيصة الثمن. تضمنت هذه المنتجات قطع موز بلاستيكية ومطرقة خشبية قديمة وغيرها من المنتجات التي لا تمتلك أي قيمة جوهرية. دعا ووكر مئتي كاتب لهذا المشروع. كانت مهمتهم بسيطة، فقط أن يكتبوا قصة عن كل قطعة. إحدى القطع كانت رأس حصان بلاستيكي اشتراه روب بـ 0.99 دولار . كم تتوقع كان سعر بيعه بعد إضافة القصة الرائعة؟

بيعت القطعة بسعر  62.95 دولار . أي أكثر من ستين ضعف سعرها الحقيقي! لم يتضاعف سعر هذه القطعة فقط. فووكر اشترى جميع القطع بسعر 197 دولار ليبيعها بما يقارب 8000 دولار. ما الذي تغير في تلك القِطَع يا ترى؟ 

لم يتغير شيءٌ فيهم لكن مشاعرنا تجاه القطع هي التي اختلفت. فالقصة تتلاعب بمشاعرنا. تجعلنا لا نفكر بمنطقية كما نفعل بالعادة لنشتري أو نفعل أشياء تحت تأثير المشاعر.

مهارة سرد القصص ليست مجرد استراتيجية تسويقية هي أكبر من ذلك بكثير. بسردك لقصة مقنعة يمكنك أن تبدأ ثورة وبأخرى يمكنك أن تنهيها. بسردك لقصة مقنعة يمكنك أن تبدأ حقبة ازدهار اقتصادي وبأخرى تؤدي إلى كساد عالمي.

نحن نستثمر عاطفياً في القصص. فعندما نكون يائسين لشيء أن يكون حقيقياً، نصدق أي قصة تثبت لنا صحة أفكارنا وتقلل من احباطنا.

فالأب الذي لا يملك القدرة المادية لعلاج ابنه سيصدق كفاءة العلاجات الشعبية وأقوال العطّارين. رغم أنها في الحقيقة غير فعّالة وقد تزيد من آلام ابنه بدل أن تخففها. قد تحكم على الأب بأن تفكيره غير سوي. ولكن عندما نكون يائسين سنصدق أي شيء.

أن تكون متمرس في سرد القصص هو أن تمتلك القدرة على التلاعب بمشاعر الآخرين. الناس لا تجذبهم قضيتك، أفكارك، وإنجازاتك. بل القصة التي تقنعهم بها. ففي عقولنا نعيش تلك القصة التي نقولها لأنفسنا طوال الوقت. هي التي تحدد من نكون.